بیان وزارة الخارجية حول اعتراف امريكا بالقدس عاصمة للكيان الغاصب
أصدرت وزارة الخارجية بيانا ردت فيه على قرار الحكومة الامريكية بنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس المحتلة والاعتراف رسميا بهذه المدينة كعاصمة للكيان الغاصب للقدس.
ان وزارة خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية تندد بشدة اجراء الحكومة الامريكية بنقل سفارتها من تل ابيب الى القدس المحتلة واعلان هذه المدينة عاصمة للكيان الغاصب للقدس وتعتبره انتهاكا سافرا للقرارات الدولية.
ان مدينة القدس التي تضم المسجد الاقصى هي القبلة الاولى للمسلمين وهي جزء لا يتجزء من فلسطين واحد الاماكن الاسلامية المقدسة الثلاثة وتحظى بمكانة خاصة لدى المسلمين. لا يخفى على أحد بان هذا الكيان ومن أجل بسط هيمنته الكاملة على هذه المدينة قام باجراءات متعددة منها طرد السكان الاصليين ومصادرة اراضيهم وتوطين اليهود بهدف تغيير التركيبة السكانية في لمدينة وتدمير الآثار والاماكن المقدسة وتدنيس المسجد الاقصى عبر توفير الارضية لدخول اليهود المتطرفين الى هذا المكان الاسلامي وفرض قيود على المسلمين لمنعهم من الزيارة والحضور في صلاة الجمعة وانتهاك حقوق المواطنة من السكان الفلسطينيين.
ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اكدت مرارا وتكرارا بان أهم سبب لزعزعة الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط هو استمرار الاحتلال ودعم الحكومة الامريكية المنحاز والشامل للكيان الصهيوني وحرمان الشعب الفلسطيني المظلوم عن حقوقه الاساسية في تشكيل دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وان محاولات امريكا وحلفائها البائسة لفرض حلول تسوية لا يحقق الحد الادنى من تطلعات الشعب الفلسطيني في اطار قرارات مجلس الامن والجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة ، بل يبعد الشعب الفلسطيني عن تحقيق مطاليبه الحقه المشروعه بصورة متزايدة ويكرس استمرار بناء المستوطنات واغتصاب مزيد من الاراضي وانتهاك حرمة الاماكن الدينية في القدس الشريف في ظل دعم امريكا لهذا الكيان وعدم اكتراث المجتمعات والمؤسسات الدولية.
ان قرار امريكا الاستفزازي واللامعقول في الاعتراف الرسمي بمدينة القدس كعاصمة موحدة للكيان الصهيوني لم يساعد على ارساء السلام والاستقرار في المنطقة بل يفضح النوايا السيئة للحكومة الامريكية ويسقط كرامة هذه الدولة بصورة متزايدة أمام من لا يزال يعتقد بحيادها في سراب مفاوضات السلام ومن شأنه استفزاز المسلمين وتأجيج انتفاضة جديدة ويعزز التطرف وأداء سلوك أكثر غضبا تقع مسؤوليته على عاتق الحكومة الامريكية والكيان الصهيوني.
بما ان القرارات الدولية تنص على ان القدس مدينة محتلة فاعتراف امريكا رسميا بهذه المدينة كعاصمة للكيان الغاصب للقدس يعد نقضا صريحا للقرارات الدولية ولذا فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تندد بشدة هذا الاجراء الامريكي وتطالب جميع المجتمعات الدولية والدول المؤثرة وخاصة الدول الاسلامية بالحفاظ على استقرار المنطقة والحيلولة دون تنفيذ هذا الاجراء الامريكي الذي لا يصب الا لصالح الكيان الصهيوني.
ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وضمن الاعلان عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، تؤكد مرة اخرى على المسؤولية المهمة التي تقع على عاتق المجتمع الدولي وخاصة منظمة الامم المتحدة لانهاء احتلال فلسطين والقدس الشريف وتقديم الدعم لسكان هذه الأرض من اجل نيل حقوقهم البديهية والرئيسة.